الصفحة الرئيسية » » المقال الاقتصادى فى الصحافة السواحيلية

المقال الاقتصادى فى الصحافة السواحيلية


المـقــال الاقتصادى فى الصحافة السواحيلية

أ.د. عبدالحى أحمد محمد سالم
أستاذ اللغة السواحيلية ورئيس قسم اللغات الإفريقية بكلية اللغات والترجمة جامعة اأزهر

الاقتصاد هو عصب الدولة وسبب قوتها أو ضعفها سياسيا. ومن هنا كان اهتمام الدولة – أية دولة- يتركز على تحسين وتطوير اقتصادها. والقضايا الاقتصادية أصبحت الشغل الشاغل لكل الشعوب سواء أكان على المستوى الحكومى أو المستوى الشعبى. ويظل الناس يتحدثون عن ظروفهم الاقتصادية فى الشركات والمزارع والمصانع والوظائف الحكومية أيضا. وفى هذه الحالة يشترك الجميع فى الحديث بلغة واحدة هى لغة التجارة والاقتصاد؛ مرددين الألفاظ الدالة على العملات والمرتبات ورجال الأعمال والدخل المرتفع والدخل المنخفض وما إلى ذلك. تلك هى اللغة التى يستخدمها كل من يخوض فى مناقشة الأمور الاقتصادية، مع الاختلاف فى مستوى الحديث، فحديث رجال الأعمال يتناول البورصة والأسهم والبنوك والاستيراد والتصدير والمصانع وغيرها. بينما يتحدث الفلاحون عن المحاصيل و الأسعار فى حين يتحدث الموظفون عن المرتبات والغلاء والضرائب والادخار والأقساط الشهرية وغير ذلك. لذلك نجد معظم فئات الشعب تتحدث عن المشاكل الاقتصادية وكيفية الخروج منها. كل هذه المناقشات لها أسلوبها الخاص وهو الأسلوب الاقتصادى الذى يمكن أن تتميز مقالاته بترديد معظم هذه الألفاظ السابقة.

والمقال الاقتصادى له أسلوبه الخاص به فى اختيار الأدوات اللغوية التى تُعبر عن المفاهيم الاقتصادية. واختيار الأدوات اللغوية للأسلوب الاقتصادى وغيره تحكمه بعض الأسس غير المتعلقة باللغة نفسها، هذه الأسس هى التى تؤثر فى اختيار الكاتب للأدوات اللغوية المستخدمة فى الأداء الأسلوبى. فهى تُلزم الكاتب اختيار أقرب الأدوات اللغوية التى تعبر عن المفهوم الذى يقصده وتتمثل هذه الأسس فى :

1 - هدف الكاتب الذى يظهر فى القضية التى يناقشها (الإلزام ، التوضيح والشرح ، الإقناع)
2 - صفات الكاتب الاجتماعية والثقافية والنفسية، ومعرفته بالأمور التى تدور من حوله وتحليل هذه الأمور تحليلا علميا.
3 - صفات المستمع أو القارئ الاجتماعية والثقافية والنفسية.
4 - أداة التواصل بين الكاتب والقارئ أو المتحدث والسامع، إذا كانت هذه الأداة صحفية أو حديثا فى الإذاعة أو التلفاز.
5 - مادة التواصل؛ فالموضوع الاقتصادى يختلف عن السياسى أو الدينى أو الاجتماعى أو غيره. لأن كل مجال له عناصره اللغوية التى يلتزم بها الكاتب أثناء تناول الموضوع (1)

فهدف الكاتب يفرض عليه اختيار مفردات معينة تتناسب مع الهدف الذى من أجله يكتب المقال. فالإلزام له مفرداته التى تدل عليه، وكذلك التوضيح والشرح والإقناع. والظروف الاجتماعية والثقافية والنفسية للكاتب تؤثر فى اختياره للمفردات اللغوية التى يعبر بها عما يريد قوله. وعندما يكتب الكاتب أو يتحدث إلى متلقى فلابد أن يراعى الوضع الاجتماعى للمتلقى. فلا يُعقل مثلا أن يكون المتلقى فقيرا أو موظفا بسيطا ويكلمه فى أسعار الأسهم فى البورصة مثلا، أو يكون جاهلا ويكلمه عن الأوبرا، أو حزينا ويكلمه عن حفل زواج. فلكل متلق أسلوب للتعامل معه، ولابد للكاتب أن يراعى هذه السمات فى المتلقى. والتواصل عن طريق الكتاب أو الصحيفة يحتاج إلى لغة سليمة نحويا وجمل مكتملة الأركان. ويختلف هذا التواصل إذا كان عن طريق الإذاعة أو التلفزيون، فلغة الإشارة يمكن أن تستخدم فى بعض المواقف. واختلاف موضوع الكتابة يحتاج إلى مفردات تعبر عن أقرب المعانى المتصلة بهذا الموضوع.
والمقال الاقتصادى ينتمى إلى النثر العلمى الذى يعبر عن الحقائق والأرقام كما يقوم على الشرح والتوضيح. فعن طريق المنهج اللغوى الإحصائى الذى تقوم عليه الدراسة، وتطبيق معادلة العالم الألمانى بوزمان الذى يفرق بها بين النثر العلمى والنثر الأدبى؛  بقياس نسبة الأفعال إلى الصفات فى المادة موضوع الدراسة بالمعادلة الآتية:
نسبة الفعل إلى الصفة تساوى عدد الأفعال على عدد الصفات. فإذا زادت نسبة الأفعال على نسبة الصفات كان النثر أدبيا، وإذا زادت نسبة الصفات على نسبة الأفعال كان النثر علميا. (2)
وباختيار مجموعة مقالات عشوائية من مقالات المادة، وإحصاء عدد الأفعال وعدد الصفات فى هذه المقالات خرجنا بأن نسبة الأفعال إلى الصفات فى جميع المقالات التى تم فيها الإحصاء 1 : 3 ؛ بمعنى أن كل فعل يقابله ثلاث صفات. من هذه الدراسة الإحصائية ثبت لنا بواسطة معادلة بوزمان أن المقال الاقتصادى ينتمى إلى النثر العلمى الذى يتعامل مع الحقائق والأرقام، ويهتم بالشرح والتوضيح بعيدا عن الخيال والعواطف. 
تهدف هذه الورقة  إلى التعرف على السمات الأسلوبية للمقال الاقتصادى فى الصحافة السواحيلية فى محاولة للخروج بسمات أسلوبية تميز المقال الاقتصادى. وتقوم على مادة لغوية صحفية، تتمثل فى عشرين مقال اقتصادى من الصحف الصادرة فى تنزانيا وكينيا خلال الفترة من 1996 إلى 2001 م. وقد أخذنا هذه المادة من تسعة أعداد من الصحف الكينية وأحد عشر عــددا مـن الصحف التنزانية.  وقد حرصنا على أن يكون كل مقال محتويا على أكثر من عشرين جملة للابتعاد عن الخبر الاقتصادى الطويل.
 
وقد اخترنا أسس النظرية الأسلوبية الوظيفية التى تقسم الأساليب طبقا للبيئة التى تستخدم  اللغة(3)  فقد جعلت هذه النظرية لكل بيئة لغوية أسلوبها الخاص؛ كالبيئة الاجتماعية ويمثلها الأسلوب الاجتماعى، والبيئة العلمية ويمثلها الأسلوب العلمى، والبيئة الاقتصادية ويمثلها الأسلوب الاقتصادى والبيئة السياسية ويمثلها الأسلوب السياسى وهكذا.  كما اخترنا أيضا  منهج النظرية اللغوية الإحصائية لدراسة الأسلوب، الذى يتمثل فى إحصاء الظواهر الأسلوبية فى النص اللغوى ومقارنتها بغيرها فى محاولة لإظهار السمات الأسلوبية التى يتميز بها النص اللغوى. (4) ومن هنا يقوم الباحث بمحاولة إظهار السمات الأسلوبية للمقال الاقتصادى على مستوى المفردات، والمصطلحات، ونظام الكتابة، والصرف، والنحو. ويتمثل منهج العرض لهذا الورقة فى القراءة المتأنية والمتكررة للمقال الاقتصادى موضوع الدراسة، ثم تشخيص الظواهر الأسلوبية فى المقال على مستوى المفردات التى يختص بها المقال الاقتصادى، والمصطلحات الاقتصادية كثيرة الدوران فى المقال، ونظام الكتابة من حيث التركيز على بعض حروف الكتابة أو استخدام الاختصارات الممثلة للعبارات الاقتصادية. ثم عرض الظواهر الصرفية المتمثلة فى استخدام بعض السوابق أو اللواحق دون غيرها أو استخدام نوع من الأسماء دون غيره أو استخدام شكل صرفى دون غيره. ثم عرض الظواهر النحوية المتمثلة فى نوعية الجمل المستخدمة، سواء أكانت هذه الجمل بسيطة أو مركبة، كاملة أو ناقصة، واستخدام عبارات الربط. ويتم ذلك فى جميع المقالات الممثلة للمادة.

ويبدأ التحليل الأسلوبى لكل مقال فى المادة اللغوية بعرض للمفردات الاقتصادية التى ترددت فى المقال ونخص بالذكر الأسماء التى تدل على المسميات الاقتصادية، بينما نستبعد أنواع الكلام الأخرى مثل الأفعال والصفات والظروف والحروف لأنها تأتى مع جميع الأساليب بدون استثناء. وسوف تدخل فى الإحصاء المفردات المستخدمة فى خمسة مقالات فأكثر إلا إذا كانت هذه المفردات متعلقة صراحة بالمجال الاقتصادى، ومع ذلك فإننا سوف نتناول هذه المفردات ـ الواردة فى أقل من خمسة مقالات ـ تحت نطاق المفردات الاقتصادية الواردة ورودا عشوائيا (عرضيا ) فى مادة البحث. ثم نأتي بعد ذلك للمصطلحات الاقتصادية كثيرة الدوران فى المقال، يتبع ذلك طريقة الكتابة من حيث استخدام الاختصارات الكتابية للعبارات الاقتصادية وكيفية كتابة الحرف الأول لكل مفردة فى العبارة. تأتى بعد ذلك الخصائص الصرفية للمقال من حيث استخدام نوعا ما من المفردات بصورة متكررة دون غيرها، أو صيغة زمنية أو غير ذلك. ثم تأتى بعد ذلك الخصائص النحوية للمقال من حيث نوع الجمل المستخدمة؛ بسيطة أو مركبة، كاملة أو ناقصة المعنى، خبرية أو استفهامية، ثم عبارات الربط بين الجمل والصور البلاغية إن وجدت. وكانت نتيجة التحليل الأسلوبى لهذه المادة اللغوية كالتالي:

مستوى المفردات: هناك بعض المفردات يرتبط استخدامها بالمجال الاقتصادى دون غيره من المجالات الأخرى ، وإذا استُخدمت فى مجال آخر غير المجال الاقتصادى فإن ورودها فيه يُعتبر ورودا عشوائيا (عرضيا). وكانت نسبة دوران هذه الكلمات فى المقال الاقتصادى نسبة عالية جدا ولافتة للنظر وهذه المفردات مثل:


المفردات
عدد المقالات
مرت التكرار

المعانى

Biashara
15
118
تجارة
Soko
15
76
سوق
Uchumi
13
121
اقتصاد
Fedha
12
89
عملة
Kampuni
11
112
شركة
Rasilimali
10
36
رأس مال
Benki
10
146
بنك

وقد وردت هذه المفردات ورودا مكثفا فى معظم مقالات المادة اللغوية . كما وردت بعض المفردات المرتبطة بعلاقة الاقتصاد بالإنسان  مثل :
الكلمات
عدد المقالات
مرات التكرار
المعانى
Mteja
9
39
عميل
Wafanyabiashara
7
50
رجال الأعمال
Dalali
5
60
سمسار بورصة
Mzalishaji
1
3
مستثمر

- استخدام مفردات إنجليزية فى السياق السواحيلى.
-       ترديد مفردات دالة على أسماء العملات المحلية والعالمية.
-        ترديد مفردات دالة على أسماء رجال الأعمال وأصحاب المناصب الاقتصادية.
-       ترديد مفردات دالة على أسماء الشركات والهيئات الاقتصادية المحلية منها والدولية.
مستوى المصطلحات اللغوية: أما على مستوى المصطلحات الاقتصادية فقد وردت عبارات خاصة بالمجال الاقتصادى كالآتي :
المصطلح الاقتصادى
المعانى العربية
Maeneleo ya Kiuchumi
التنمية الاقتصادى
Soko la Dunia
السوق العالمى
Mashirika ya Pesa
شركات الصرافة
Vitega Uchumi
الاستثمار
Bei za Hisa
أسعار الأسهم
Pato la Taifa
الدخل القومى
Tasisi za Fedha
المؤسسات المالية
 Hali ya Kiuchumi
الوضع الاقتصادى
Fedha ya Kigeni
العملة الصعبة
Biashara ya Kimataifa
التجارة الدولية
Soko la Hisa
البورصة
Soko Huria
السوق الحر
Biashara Huria
التجارة الحرة
Fedha ya Pamoja
العملة الموحدة
Fedha Taslimu
السيولة المادية

 

مستوى الكتابة:  تميز المقال الاقتصادى باستخدام واسع للاختصارات المعبرة عن العبارات الاقتصادية ومنها الآتي:

-  IMF) Shirika la Fedha l a Kimataifa). صندوق النقد الدولى                         
 International Monetary Fund
  - NBC) Benki ya Biashra ya Taifa).
          National Bank of Commerce البنك التجارى الوطنى                    
-  COMESA) Shirikisho la Nchi za Afrika Mashariki na Kusini.
        (Common Market for East and South Africa)
السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا.
-  SADC) Jumuia ya Uchumi ya Nchi za Kusini mwa Afrika.(
          (Southern Africa Development Countries)   
       جمعية تنمية دول الجنوب الإفريقى
- BOT (Benki Kuu ya Tanzania) 
(Bank Of Tanzania)                         
                                    البنك المركزى التنزانى
-  ADB) Benki ya Maendeleo ya Afrika)                                             بنك التنمية الإفريقى  
   African Development Bank
      - UNIDO) Shirika la Umoja wa Mataifa ya Maendeleo ya Viwanda.
          (United Nation Industrial Development Organization).
 منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.
-  SAP  (Mpango wa Kurekibisha Uchumi)
Structural Adjustment Program                    
      برنامج الإصلاح الاقتصادى
-  EEC  (Jumuia ya Uchumi ya Nchi za Ulaya)
 European Economic Co-operation
الوحدة الاقتصادية الأوربية
مستوى الصرف:  يتميز المقال الاقتصادى على المستوى الصرفى بالآتي :
-       استخدام أسماء المصادر
-       استخدام أسماء المعانى المشتقة من الأفعال.
-       استخدام دالة الزمن التام  ـ me ـ
-       استخدام الزمن المضارع المعتاد hu-
-       استخدام بادئة الفاعل المفرد لفصيلة (U)
مستوى النحو:  يتميز المقال الاقتصادى بالآتي :
-       استخدام الجمل المركبة بشكل كبير جدا
-       استخدام الجمل البسيطة
-       استخدام الجمل المتوقفة على غيرها لأداء المعنى
-       استخدام عبارات الربط الخاصة بالمجال الاقتصادى مثل :
        - Kwa kuzingatia kanuni hizo…             وبالتدقيق فى هذه القوانين                  
-Kama kweli…  وإذا كان حقا                                                                
        - Hata hivyo… وإلى هذا الحد                                                               
        - Kuhusu suala la …                                                                       بخصوص قضية
        - Kutokana na mfumo huo…  وبناءا على هذا النمط                                    
  - Kutokana na hali hiyo…
              وطبقا لهده الظروف
  - Kutokana na wasiwasi huo…                                                   وبناء على هذا التردد
  - Kwa mujibu wa…  وطبقا لهذا                                                          
        - Licha ya kuwa…   علاوة على أن                                                        
        - Mbali ya mtazamo huo ...وبناء على وجهة نظر                                         
        - Pamoja na…                                                              ومع ذلك

المراجع العربية والأجنبية: Marejeo:                                                               
1 - Mwanasoko h, J, M (1991); “Mitindo ya Kiswahili Sanifu”, Dar-es-Salaam University Press, Tanzania. Uk. 5
2 - د. سعد مصلوح (1991)؛ الأسلوب دراسة لغوية إحصائية، عالم الكتب، القاهرة.       ص 51 : 72

3- د. سعد مصلوح نفس المرجع السابق
- مازن الوعر (1989) ؛ دراسات لسانية تطبيقية، دمشق ، ص 178 : 188.
4- د. سعد مصلوح، نفس المرجع رقم 2 السابق.


0 التعليقات:

إرسال تعليق