الصفحة الرئيسية » » تاريخ الرواية السواحيلية

تاريخ الرواية السواحيلية

تاريخ الرواية السواحيلية
أ.د. عبدالحى أحمد محمد سالم
رئيس قسم اللغات الإفريقية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر

        ارتبطت نشأة الرواية السواحيلية فى شرق أفريقية بفن الحكاية الشعبية لعدة سنوات ، ثم بدأت بعد ذلك تأخذ القالب الروائى الغربى. وقد تأثرت الرواية السواحيلية بالتيارات الأدبية المعاصرة ، كما تأثرت فى بعض مراحلها الأولى ببعض المؤثرات العربية مثل رواية "ألف ليلة وليلة"،  لذلك نجد أن هناك تشابها كبيرا فى مفهوم الرواية السواحيلية والإنجليزية والعربية. (1

وتُعتبر الرواية من الفنون الأدبية الرئيسية فى شرق أفريقيا بالمقارنة بالفنون الأدبية الأخرى، نظراً لتناولها حياة العامة من الناس فى الوقت الذى لا تهمل فيه البطولات ودور الأبطال القوميين. وتتميز عن القصة القصيرة بتعدد شخصياتها وكثرة أحداثها وعدد صفحاتها ولغتها المتنوعة من الفصحى إلى العامية ، من الحوار إلى السرد ؛  فالرواية: "حديث محكى تحت شكل أدبى يرتدى أروبة لغوية تنهض على جملة من الأشكال والأصول كاللغة والشخصيات والزمان والمكان والحدث ، يربط بينها طائفة من التقنيات كالسرد والوصف والحبكة و الصرا‌ع".‌ (2)

   وتنقسم الرواية إلى تاريخية ؛ وهى التى تعالج الأحداث التاريخية الاجتماعية بشكل فنى بارع ؛ فهى تتناول وتدرج شخصيات جديرة بتمثيل الوطن وروح العصر والقيم الشعبية والطبقات الاجتماعية لذلك العصر . والرواية الاجتماعية التى تعكس الواقع الاجتماعى لمجتمع ما وتهتم بتثقيف القارئ فى حقول المعرفة الإنسانية فهى صورة خلفية أو أمامية للمجتمع. (3   

وقد بدأت الرواية كفن أدبى يوضع فى الاعتبار فى شرق أفريقيا بعد انتهاء فترة الاستعمار الأوربى للشرق الأفريقى. فقد كُتبت الرواية بعد هذه الفترة باللغة السواحيلية خاصة فى تنزانيا ،  بعدما كان يُكتب معظمها باللغة الإنجليزية. وقد تميزت فترة الستينات والسبعينات وما بعدها بنشاط أدبى ملحوظ شمل معظم فنون الأدب وخاصة الشعر    والمسرحية والرواية. (4)

وعلى الرغم من ذلك فقد نـُشرت بعض الروايات باللغة السواحيلية فى فترة العشرينات:
 كرواية الكاتبة (Mary Sehoza) مارى سيهوزا،
  Mwaka katika Minyororo (1921)                                                 "عام فى الأصفاد" 
 ورواية الكاتب  (Kayama)كياما ؛
 ما نراه وما نفعله لإنجلترا
Tulivyoona na Tulivyofanya Uingereza (1921)

كما نُشرت فى فترة الثلاثينات رواية الكاتب  (Games Mbotela) جيمس مبوتيلا
"تحرير العبيد"                                                     Uhuru wa Watumwa (1934)

ونشرت فى فترة الخمسينات روايتان للكاتب الكينى الكبير (Shabaan Robert) شعبان روبرت
الأولى: "المصداقية"                                                           Kusadikika (1951)
والثانية: "عادل واخوته"                                  Adili na Nduguzi (1951)
ورواية الكاتب الكبير  (Abdulla M. Saidi)محمد سعيد عبد الله؛
"روح الأسلاف"                                              Mzimu wa Watu wa Kale (1958)

وقد شهدت فترة الستينات نشاطا ملحوظا فى نشر الروايات المكتوبة باللغة السواحيلية، فقد ظهر الكثيرون من الكُتاب الذين تميزوا بقوة الأسلوب وجدية الفكرة. فنشرت رواية الكاتب (Farsy M. Saleh) محمد صالح فارسى:
"كروة و دوتو"                                                            Kurwa na Doto (1960)

ورواية الكاتب (Katalambulla F.)   فرج كاتالمبولا

"هاتف الموت"                                                                                          Simu ya Kifo (1965)   
ورواية الكاتب محمد سعيد عبد لله؛
"بئر جينجى"                                                      Kisima cha Giningi (1968)

أما فى فترة السبعينات؛ فقد زاد النشاط الروائى السواحيلى فى كينيا وتنزانيا، فتطورت التقنية الروائية وزاد الاهتمام الشعبى بها، وتعددت أفكارها وموضوعاتها.

فكان من أهم هذه الروايات  التى بدأت بها تلك الفترة؛  ثلاث روايات الكاتب التنزانى (Kezilihabi)  كيزلهابى: 
الأولى :"روزا مستيكا"                         Rosa Mistika(1971)
والثانية "رأس ثملة"                                       Kichwa Maji (1974)
والثالثة: "العالم ميدان فوضى"         Dunia Uwanja wa Fujo (1975)

ورواية للكاتبة التنزانية  (Marta Mfungi)  مارتا مفونجى
 " بغير خطيئة"                                                               Hana Hatia (1975)
ورواية للكاتب فرج كاتالمبولا
        "الوداع"                                                                            Buriani (1975)
 ورواية للكاتب (Balisidya Ndyanao) بلسيديا نديناو؛
 "المعاناة"                                                                           Shida (1975)

و نُشرت روايات الكاتـــب محمد سعيــد عبد الله؛
"الدنيا بها ناس"                                                     Duniani kuna watu (1974)
        "امرأة  واحدة  وثلاثـة رجال"                             Mke Mmoja na Watu Watatu (1975)
"حلــم رحمــة"                                                         Nyota ya Rehema (1976)

 وروايتان للكاتب التنزانى  (Shaf’i Adam Shaf’i)شافعى أدم شافعى ؛
" قصر الثرى فؤاد"                                               Kasri ya Mwinyi Fuad (1978)
"الحمال"                                                                               Kuli (1979)

 كما نشر  (Khamisi Saidi A. M.)سعيد أحمد محمد خميس ثلاث  روايات ؛
"العســل المـــــر"                                                            Asali Chungu (1978)
"الانفصــال"                                                                   Utengano  (1979) 
"سحــابـــة البدايــة"                                                   Wingu la Mwanzo (1979)  

أما فى فترة الثمانينات فقد زاد النشاط الروائى السواحيلى وتربع على العرش فى هذه الفترة، فقد بدأت هذه الفترة بروايتى الكاتب محمد سعيد عبد الله؛
"الدنيا شجرة جافة"                                                      Dunia Mti Kavu (1980) 
" فليُربى ابن يونجى"                                       Mwana wa Yungi Hulewa (1980)
ورواية الكاتبة  (Ansit Katriza)انسيت كتريزا؛
"السيد ميومبيكيرى والسيدة بجونوكا"
Bwana Myombekere na Bibi Bugonoka (1980)  
ورواية الكاتب  (Msokile, Mbunde)مبوندى مسوكيلى ؛
"سآتى متخفيا"                                                        Nitakuja kwa Siri (1981)
 وروايتى الكاتب التنزانى تشاتشاجى؛
 "حظ يوحنا"                                                            Sudi ya Yohana (1981)
" الظل"                                                                             Kivuli (1982)
وروايتى الكاتب محمد سعيد عبد الله؛
 " خطأ السيد مسا"                                                Kosa la Bwana Msa (1984)
"ظلام فى النور"                                                       Kiza katika Nuru (1988)
ورواية الكاتبة  (Zainab Abdulwahab)زينب عبد الوهاب ؛
"ما تأكله"                                                                       Kikulacho (1985)
ورواية الكاتب  (Hassan Mbiga)حسان مبيجا؛
  "الوصايا الحسنة"                                                           Wasia Bora (1986)
 ورواية الكاتبة  (Zainab Burhaan)زينب برهان؛
"نهاية الخطأ"                                                          Mwisho wa Kosa (1987)
ورواية الكاتب  (Michele Ngugi)ميشيل نجوجى؛
 " 52 عام سجنا"                                                        Miaka 52 Jela (1989) 

أما فترة التسعينات فقد كان الحظ الأوفر فيها للرواية السواحيلية؛ فمن أهم ما نشر فى هذه الفترة رواية كيزيلهابى ؛
" أنام"                                                                            Nagona (1990)
ورواية الكاتب مبوندى مسوكيلى؛
 "عندما ينجلى الليل "                                           Usiku Utakapokwisha (1990)
ورواية الكاتب التنزانى تشاتشاجى ؛
"الماس الزائف"                                                       Almasi za Bandia (1991)
ورواية ؛
" الطيبون لم يولدوا بعد"                                          Wema Hawajazaliwa (1991)
للكاتب  (Ayi Kwei Aramah) آى كوى ارمه الذى كتبها باللغة الإنجليزية
The Beautiful Ones are not yet Born 
وترجمها إلى اللغة السواحيلية عبد اللطيف عبد الله .
ورواية الكاتب   (C. M. Rotcha) روتشا ؛
" المرارة فى الكبد"                                                    Nyongo Mkalia Ini (1995)
ورواية الكاتب   (Kin Walibura)كين وليبورا؛
 " يوم سعيد"                                                               Siku Njema (1996)  
       
هذا النشاط الروائى الوفير فى شرق أفريقيا وباللغة السواحيلية على وجه الخصوص يتعارض مع ما ذهب إليه الدكتور على شلش فى كتابه "الأدب الأفريقى " عندما قال:" ثمة تطورات فى الرواية نشطت فى غرب أفريقيا وشرقها، ففى الغرب نشطت محاولات تأليف الرواية بلغات اليوروبا والهوسا والأيبو، وكلها فى نيجيريا. كما نشطت محاولات أخرى فى الشرق باللغة السواحيلية فى تنزانيا والكيكيو فى كينيا والأنشولية فى أوغندا، ولكن هذه المحاولات لم تخرج بعد عن دائرة المغامرات الفردية" (5

فهل يعتبر د.شلش الإنتاج  الروائى الراسخ والوفير  باللغة السواحيلية لكـُتاب الرواية السواحيليين مثل كيزلهابى ، ومحمد سعيد عبدالله، وشافعى آدم، وتشا تشاجى وغيرهم مما سبق تقديم أعمالهم الروائية مجرد مغامرات فردية؟ أم لم تنشر كل هذه الأعمال الروائية قبل صدور كتابه عام 1993م؟ وهل هذه الروايات المتكاملة أدبيا وأسلوبيا ظلت مجرد مغامرات ـ من وجهة نظره ـ منذ فترة العشرينات حتى بداية التسعينات قبل صدور كتابه "الأدب الأفريقى"؟ وذلك على الرغم من تقديمه الطيب لخواص الرواية الأفريقية  بقوله فى نفس الكتاب (ص 201) : إن من أهم خواص الرواية الأفريقية التراث الشعبى الذى يضفى على الإبداع المزيد من عناصر الشخصية القومية ، فهو هنا أحد مظاهر الشخصية الأفريقية مثله فى ذلك مثل الأسماء والأماكن وطرق التفكير والتعبير والإنتاج والقيم وغيرها من عناصر الثقافة الأفريقية. وإذا أخذناه بهذا المعنى يصبح من أهم خواص الرواية الأفريقية وتصبح الثقافة الوطنية أهم خصائصها بكل ما فيها من بساطة وتلقائية وصراع بين القديم والجديد.  ثم يستأنف كلامه فى الخاتمة (ص249)  عن تميز الأدب الأفريقى جنوب الصحراء بعدد من الخصائص هى :
-         الارتباط العميق الوثيق بقضايا القارة واستنكار السيطرة الاستعمارية.
-         الوضوح الذى يصل إلى حد الشفافية فى الأسلوب.
-         التلقائية فى التعبير.
-          تنوع الرؤى والآراء والأساليب.
-          تغليب الذات على الموضوع.
فإذا كانت تلك هى خصائص الأدب الأفريقى من وجهة نظره، فالرواية بشكل عام، وفى شرق أفريقيا بشكل خاص، ما هى إلا جزء من هذا الأدب . وقد وجدنا بها معظم هذه الخصائص الذى تميز بها ذلك الأدب.

الــــمراجـــــع
1 –  د.خالد بكرى  (2000) ؛ "الرواية السواحيلية المعاصرة فى تنزانيا" ، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، القاهرة.
2 -  د.عبد الملك مرتاض ( 1998 ) ؛  "فى نظرية الرواية – بحث فى تقنيات السرد" عالم المعرفة ، العدد 240 ، الكويت . ص 26
3 - نفس المرجع السابق ؛ ص 30 : 38
4 – Arne Zettersten (1983); “East African Literature an Anthology”, Longman, New York. (The Introduction)
5 –   د.على شلش (1993) ؛ "الأدب الأفريقى" , عالم المعرفة، العدد 171 ، الكويت. ص147



0 التعليقات:

إرسال تعليق