الصفحة الرئيسية » » اللغة السواحيلية بالحروف العربية

اللغة السواحيلية بالحروف العربية

      اللغة السواحيلية بالحروف العربية
الأستاذ الدكتور/ عبدالحى أحمد محمد سالم

إن انتشار  الإسلام  فى معظم  بقاع  الأرض،  وهجرات  المسلمين إلى الأماكن  التى انتشر  فيها الإسلام، جعل للغة العربية أثرها الواضح فى ثقافة ولغات الشعوب التى انتشر بينها الإسلام .
الأستاذ الدكتور/ عبدالحى سالم
ومن أبرز الأثار التى تركتها اللغة العربية على لغات هذه الشعوب، كتابة هذه اللغات نفسها بالحروف العربية. مثلما نراه الآن فى اللغة الفارسية واللغة الأردية، وقبل ذلك كانت اللغة التركية واللغة السواحيلية ولغة الهوسا، وغيرها من اللغات الإفريقية الأخرى. وإن دل ذلك على شىء فإنما يدل على مدى تأثير المسلمين العرب فى البلاد التى فتحوها، والتى دخلوها عن طريق التجارة، والهجرات الفردية والجماعية. وانطلاقا من ذلك نقدم هذا العمل راجين من الله أن يوفقنا فى عرضه. متناولين الجهود العربية فى شرق إفريقيا، علاوة على جهودهم فى تدوين اللغة السواحيلية بالحروف العربية.

أولا : العرب وشرق إفريقيا 
لقد  سجل التاريخ أن هناك اتصالا وتبادلا تجاريا بين جنوب الجزيرة العربية وشرق إفريقيا، منذ القرن السابع قبل الميلاد وحتى وقتنا الحاضر (1) وعلى الرغم من هذا، فالهجرات العربية قد ظهرت فى عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، عندما أرسل بعض أصحابه - منهم عثمان بن عفان رضى الله عنه- مهاجرين إلى الحبشة، هرباً من تعذيب قريش لهم. وبعدها بدأت الهجرات العربية تتوالى إلى شرق إفريقيا.
فيعزو سعيد بن على المغيرى إلى أن ابن بطوطة وشكيب أرسلان يؤكدان أن العرب العُمانيين كانت لهم مراكز فى القارة الإفريقية، وكانت لهم قوات وسُلطات متصلة بين بر الصومال ومدغشقر، منذ النصف الأول من القرن الأول الميلادى. بينما نجد أن أقدم الهجرات المعروفة لدى المؤرخين، هى هجرة سليمان وسعيد أبناء عيادين الجلندى، من عُمان إلى شرق إفريقيا فى نهاية القرن السابع الميلادى (596 م- 67هـ ).  وقد تمت هذه الهجرة فى عهد عبد الملك بن مروان، واشترك فيها عدد كبير من قبيلة الأزد العُمانية، وقد استقرت هذة الجماعات فى مدينة لامو (2) .
وتتوالى  الهجرات  العربية إلى شرق إفريقيا إلى أن جاءت الأسرة النبهانية فى القرن الثالث عشر الميلادى (السابع الهجرى)، واستقروا فى جزيرة باتى   PATE   وحكموها بقيادة سـُليمان بن سُليمان بن مظفر النبهانى. وقد امتد نفوذ الأسرة النبهانية فى شرق إفريقيا من القرن الثالث عشر إلى القرن الثامن عشرالميلادى (700 - 1200هـ )، ومازال لهذه الأسرة أفراد يقيمون فى مدينة ممباسا بدولة كينيا، ومنهم الشاعر السواحيلى الكبير الشـــيخ أحــمد النبهانى، وقــد تقابــل معــه البــاحث فى  مدينــة ممباسا ومدينة نيروبى عام 1993 م (3) .
وقد  ســُــجل أقدم استقرار للعرب فى  شرق إفريقيا فى جزيرة  باتى PATE  عام 680م (91 هـ ). وكان من مظاهر هذا الاستقرار فى شرق إفريقيا؛ تأسيس مدن لامو، ماليندى، ممباسا وكلوا، وازدهرت هذه المدن، ووصلت إلى مستوى عال من الثقافة  والاقتصاد(4). وبدأ الإسلام ينتشر فى شرق إفريقيا بعد ذلك، وما إن جاء القرن الثامن  الهجرى (الرابع عشر الميلادى) حتى أصبح معظم أهل الساحل الأفريقى الشرقى  مسلمين موحدين (5). والازدهار الثقافى الذى عاشته مدن شرق إفريقيا منذ بداية القرن الأول الهجرى إلى القرن الرابع عشــر (700 م- 1900 م)  خلال حكم العرب لشرق إفريقيا،  والذى انتهى فى زنجــــبار عـــام 1964م، كــان من أهـــم  مظـــاهره؛  كتـــابة اللغة السواحيلية بالحروف العربية.

ثانيا : العرب و اللغة السواحيلية
تـُشير الوثائق السواحيلية المكتوبة بالحروف العربية إشارة واضحة إلى أثر اللغة العربية، وجهود المسلمين العرب فى تدوين اللغة السواحيلية. وإن لم يكن هناك من الوثائق ما يدلنا على تاريخ أول مخطوطة كـُتبت بالحروف العربية فى اللغة السواحيلية،  فليس هناك أيضا ما يدل على أن اللغة السواحيلية كـُتبت - أول ماكـُتبت- بغير الحروف العربية. وذلك يؤكد لنا أن اللغة السواحيلية كانت لغة  منطوقة، غير مكتوبة قبل وصول العرب إلى شرق إفريقيا. وبعدما تم لهم الاستقرار، بدأوا فى تدوين اللغة السواحيلية المنطوقة إلى لغة مكتوبة. وكان من المنطق أن يدونوها بالحروف العربية التى يجيدون الكتابة بها. وذلك يؤكد لنا أيضا أن العرب هم أول من كتب اللغة السـواحيلية بالحروف العربية، بعد توطنهم فى شـــرق إفريقيا، منذ القرن الأول الهجرى (السابع الميلادى). ومنذ ذلك الحين واللغة السواحيلية وآدابها تـُكتب بالحروف العربية، وتستقى مصادرها من الأدب العربى الإسلامى.
والحروف الرومانية التى تـُكتب بها اللغة السواحيلية الآن حديثة العهد فى إفريقيا. وذلك لأن الحروف الرومانية واللغات الأوربية التى تستخدمها، لم تعرف طريقها إلى إفريقيا قبل الاستعمار البرتغالى، بل وفى كثير من أجزاء القارة الإفريقية لم تعرف الحروف الرومانية طريقها إلا فى القرنين السابقين. وبالرغم من أن أقدم ما وصل إلى أيدينا من تراث أدبى سواحيلى مكتوب بالحروف العربية -أو من التراث الأدبى السواحيلى على الإطلاق- يرجع إلى القرن الثامن الهجرى (الثامن عشر الميلادى)، إلا أننا لانستبعد وجود تراث أدبى مكتوب بالحروف العربية قبل هذا (8) .
فقد عرفت اللغة السواحيلية شكل الكتابة المأخوذ من الحروف العربية، منذ ثمانية قرون على الأقل، لأن هذا الشكل قد وصل إلى ساحل إفريقيا الشرقية فى فترة سابقة على ذلك، قد تصل إلى القرن الأول الهجرى (السابع الميلادى) خلال هجرات العرب والفرس.  وقد وُجد الشاهد الحقيقى لاستخدام الحروف العربية، متمثلا فى عملة نحاسية مكتوب عليها بالخط العربى الكوفى فى زنجبار، وتحمل تاريخ 500 هـ (1107 م) هذه العملة تحمل اسم إسحاق بن حسن، وهو أحد ملوك جزيرة باتى  PATE   والذى سجل التاريخ زواج ابنته من سـُليمان بن سـُليمان بن مظفر النبهانى، الذى أسس مدينة باتى PATE(7).
أما بالنسبة للتراث التاريخى، المتمثل فى الوثائق والمخطوطات السواحيلية المكتوبة بالحروف العربيـة، فإننا نجد من بينها ما يرجع إلى مطلع القرن العاشر الهجرى (السادس عشر الميلادى) وربما قبل ذلك التاريخ. فعلى سبيل المثال نجد أن مخطوطة كلوا  قد عثر عليها البرتغاليون فى عام 1505م (911 هـ)، إبان غزوهم لشرق إفريقيا (8) فإذا كان هذا التاريخ هو زمن العثور عليها ، فإننا لانستبعد احتمال كتابتها خلال القرون السابقة على  ذلك.
والحقيقة أن السواحيليين كانوا يتلقون علومهم باللغة العربية، قبل وصول الأوربيين. وذلك لأن علومهم كانت مرتبطة باللغة العربية والدين الإسلامى. فلم يكن لهم كتاباتهم الخاصة بهم،  قبل وصول المسلمين. وبعدها تعلم السواحيليون اللغة العربية  وحروفها، فبدأوا هم أيضا يكتبون مؤلفاتهم بالحروف العربية، ولكن بالنطق السواحيلى الذى عهدوه (9) .
وفى أوائل القرن السابع عشر الميلادى (الحادى عشر الهجرى) إلى القرن التاسع عشر الميلادى (الثالث عشر الهجرى) كـُتبت اللغة السواحيلية بالحروف الرومانية. حينما  قدم المبشر الألمانى الدكتور لودفيج كراف   KRAPFـ  وهو أول من وصل إلى المنطقة للعمل مبشراً عام1844 م (1260 هـ) ونزل بالقرب من ممباسا ـ وتعلم اللغة السواحيلية بالحروف العربية. ولكن عندما كتب مؤلفاته كتبها بالحروف الرومانية، ولم يذكر قط الحروف العربية فى مؤلفاته السواحيلية. وقد جاء بعده إدوارد ستير إلى زنجبار عام 1864م (1280هـ)، وبدأ فى طبع مؤلفاته بالحروف الرومانية فى عام 1865م (1281هـ) (10) .
 ثم جاء تايلور TAYLOR عام 1880م (1296هـ) ونزل فى ممباسا، وبدأ فى كتابة اللغة السواحيلية بالحروف الرومانية، وكان مما كتب بالحروف الرومانية أعمال الشاعر السواحيلى موياكا MUYAKA  (11) .

وقد تم استبدال الحروف الرومانية بالحروف العربية رغما عن أهل اللغة السواحيلية فى ذلك الوقت. وظلت معارضة المثقفين لهذا العمل حتى النصف الأول من القرن العشرين. ومن مظاهر ذلك؛ الرسالة التى أرسلها الشيخ الأمين بن على المزروعى ـ الكاتب الأسلامى المعروف وقاضى قضاه كينيا الأسبق ـ فى ذلك الوقت إلى السير ألــن المندوب السامى البريطانى وحاكم ممباسا الإنجليزى، وقد كتب هذه الرسالة بالحروف العربية، قائلا فيها:
" كـوَ طـَرَفُ يـا كـوُ َنـديِـكَ كـِسـَوحـِلِ كـوَ حـَرُوفُ زَ كـِعـَرَبُ أو زَ كِـرو’مَ. مـَامـب’ يـَويِـلِ هـَاي’ كـِلاَ مـو’جَ لـيِنَ فـَائِدَ كـَتـِكَ اُيـَانـد مـمـو’جَ نـَا مـَضـَرَّ كـَتـِكَ اُيـَانـد جِـنـغـيِـنـى. أمّـا حـَرُوفُ زَ كـِعـَرَبُ فـَائـِدََ يـَاك نِـكُـوَ مَـتـَمـك’ يـَا كـِعـَرَبُ مـنـغِ يـَلـى’ كـَتـِكَ لُـغـَه يـَا كـِسـَوحـِلِ يَـنـَوزَ كُـوَنـدِكـوَ كـَامَ يَـتـَمـكُـوَ قـيـو’ كـَامَ مَـتـَمـك’ هـَاى’ اللّهُ ، فَضل ، طَبيعة ، قَلـَمُ ، حَالِ ، صِفَةُ ، ظَالِمُ . يَـعـنـىِ كـِلاَ مَـتـَمـك’ اَمبـَاى’ يـَانَ حـَرُوفُ هِـزِ ح، خ، ص، ض، ط، ظ، ع، ق؛ اَمـبـَاز’ هـَزم’ كـَتـِكَ حـَرُوفُ زَ كِرو’مَ. نـَا فـَائِدَ يَاك يَا يِـيِـلِ نِـكُـوَ وَعَرَبُ وَتـَبَـقِـوَ نَا مـَانـدِيِشِ يـَاو’ اَمـبَـاى’ سـَاسَ يَـنـدلـىَ كـَتـِكَ كُـيِـتـىَ كـَتـِكَ مـِكـو’ن’ يـَاو’. أمّـا مـَضـَرَّ يـَاك نِـكُـوَ كـَتـِكَـَاج’ اَنـدِيِـكوَ كـوَ حـَرُوفُ زَ كـِعـَرَبُ كِـتَـوَفـاء وَاتُ وَ يـوَنِ تـوُ، اَمـّا وَاتُ وَ بـَارَ اَمـبـَاو’ هـَيِـتَـكُـوَ نِـلازِمُ كُـواو’ كُـجِـفـُنـزَ حـَرُوفُ هـِزِهـَوَ تـَجـُوَ كـيِـتُ كـَتـِكَ يَلى’ اَنـديِـكوَ كوَ كـِعـَرَبُ. نـَا مـَضـَرَّ يـَا يِـيِـلِ نِـكُـوَ سـيِـسِ تـوُنَ حـَاجَ يَـكُـجـُوَ حـَرُوفُ زَ كـِرو’مَ كـوَ اَجـِلِ يـَا لُـغـَه يـَا كِـنـغـريـزَه  نـَا تـُتـَكـَاب’ زَوَات’َ حـَرُوفُ هِـزِكـَبـِسَ تـُتـَخـَسِرِ كِـنـغـريـزَه نـَاسِ تـوُنَ حـَاجَ نـَاج’.
اَمـا حـَرُوفُ زَ كِـرو’مَ فـَائـِدََ يـَاك نِـكُـوَ نـديِـز’ حـَرُوفُ زلِـز’نـى كـوُ وَاتُ ووُت وَ مـَجـِمـب’ مـَانِّ هـَاي’ كـيِـنـيـا، تـَنـغـَنـيِـكـا، اُوغـَنـدَ، زَنـجـِبـَارِ، نـَا كـِانـدِكُـوَاج’ كـوَ حـَرُوفُ هِـزِكِـتـَجـُلـِكـَانَ نـَا كـوُنـىَ كـوَ وَاتُ ووُت وَ مـَجـِمـب’ هـَاىَ. نـَا فـَائـِدََ يـَاك يـَا يِـيِـلِ نِـكُـوَ حـَرُوفُ نـيـِنـغِ زِتـَمـكـَاز’ كـَتـِكَ مَـتـَمـك’ يـَا كـِسـَوحـِلِ خـَاصـَه زِيَـتِـكـَانَ كـَتـِكَ حـَرُوفُ زَ كِـرو’مَ هَـزِيَـتِـكـَانِ كـَتـِكَ حـَرُوفُ زَ كـِعـَرَبُ كـَامَO, E, G, P, CH . اَمّـا مـَضـَرَّ يـَاك نِـكُـوَ هُـهَـرِبُ مَـتـَمـك’ يـَا كـِعـَرَبُ حَـتىَ مُـَعـَرَبُ اَسـِوزَ كُـيِـفَـهَـامُ كـَامَ أرضِ كَـسـِمـوَ أرذِ، تَـفَـضَـلِ تَـفَـذَلِ، صَـحـيِـحِ سَـهـيِـهِ، ضَـامـِنِ دَامـِنِ، عَلىَ اللّهُ اَلَالاهُ، قـَاعـِدةَ كَـيِـدَ، مُـطـيِـعِ مُـتِـىِ، نـَا كـَامَ هـِقـيِـو’. نـَا مـَضـَرَّ يـَاك يـَا يِـيِـلِ نِـمـكـوُبـوَ زَئـِدِ نـَاى’ نِـكُـوَمـبَ وَتـَكـَاب’دوُمُ وَعـَرَبُ نـَا كُـوَنـديِـكَ كـوَ حـَرُوفُ زَ كِـرو’مَ وَتـَزِسـَهـَاوُ حـَرُوفُ زَو’، نـَا يَـتـَوَ’يـتـىَ مـَامـبُ مِـنـغِ يـَلـى’انـديِـكـوَ كـوَ كـِعـَرَبُ، نـَا هـِىِ نِـعـَيـبُ نـَا خَـسـَارَة كُـوبـوَ. مـَـو’ون يَـنـغُ مـيِـمِ خـَاصـَه يَـكـُوَ حـَرُوفُ زَ كـِعـَرَبُ نِـبـو’رَ كـوَ وَعـَرَبُ نـَا كـوَ وَسـَوحِـلِ يـِىَ لـَكِـنِ كـوَ شـُروطِ هـِزِ:
1 ــ زِيِـدِشـوِ حـَرُوفُ نـيِـنـغـيِـنىِ زَ كَـوزَ كُـتـَمـكـِىَ مَـتـَمـك’ يـَا كـِسـَوحـِلِ يـو’ت ( كـَامَ حـَرُوفُ نـِلـِز’انـدِكـِىَ بـَرُوَ هـىِ )
2 ــ اِيـوِ نـِلازمُ جـُو يـَا وَاتُ وُوت وَ يـُوانِ نـَا وَ بـَارَ يـِىَ كُـجِـفُـنـديشَ.
3 ــ مَـتـَمـك’ يـَا كـِعـَرَبُ يـَلـيـو’م’ كـَتـِكَ كـِسـَوحـِلِ يَـسِـبَـدِلـيِـشـوِ .
4 ــ وَفُـنـديِـشـوَ وَتـو’ت’ حـَرُوفُ زَ كِـرو’مَ نـَا لـُغَة يـَا كِـنـغـريـزَه كـَتـِكَ مِـيـاكَ يـَا كـوَنـزَ قَـبـلَ هَـوَتَـكـُوَ وَ كُـوبـوَ.
5 ــ قِـتـَابُ قـيـو’ت قِـلِـقـيـو’كـويِـشَ اَنـديِـكـوَ كـِسـَوحـِلِ كـوَ حـَرُوفُ زَ كِـرو’مَ قِـانـديِـكـوَ كـوَ حـَرُوفُ زَ كـِعـَرَبُ.
زِكِـتِـمـِىَ شـُروطِ هـِز بـَاسِ كـوَنـغُ نِـبـو’رَ كـَبـِسَ حـَرُوفُ زَ كـِعـَرَبُ كُـلـيِـك’ زَ كِـرو’مَ. ناَفـِكيِـرِ كـوَمـبَ هـَاى’ نَـمـَو’ونِ يـَا وَاتُ وِنـغِ "
وترجمة الرسالة تقول " أما بخصوص كتابة السواحيلية بالحروف العربية أو الرومانية، فإن لكل منها فائدة كما لها ضررا. أما فائدة الحروف العربية؛ أن النطق العربى فى معظم جوانبه يماثل النطق السواحيلى، كما فى نطق: الله، فضل، طبيعة، قلم، حال، صفة و ظالم. وينطبق ذلك على كل منطوق به الحروف: ح، خ، ص، ض، ط، ظ، ع، ق؛ غير الموجود مماثل لها فى الحروف الرومانية. أما الفائدة الثانية؛ أن العرب سيظلون مع كتاباتهم الحالية المتطورة التى كتبوها بايديهم. أما الضرر؛ أن مايُكتب بالحروف العربية سيتناسب مع أهل الساحل فقط، أما أهل البر سيلزمهم تعلُم هذه الحروف وإلا لن يعلموا شيئا مما يُكتب بها. والضرر الثانى فإننا بحاجة إلى معرفة الحروف الرومانية من أجل تعلم الإنجليزية، وتركها خسارة كبيرة ونحن بحاجة إليها. أما فائدة الحروف الرومانية تتمثل فى انتشارها فى مناطق كينيا وتنجانيقا واوغندا وزنجبار، ومايُكتب بها سيعرف فى هذه المناطق. والفائدة الثانية؛ أن بعض الأصوات السواحيلية ليس لها مايماثلها من الحروف العربية مثل:ch, p, g, v, e, o  . أما ضررها يتمثل فى هدم النطق العربى لدرجة أن العرب أنفسهم لايستطيعون تمييز النطق الجديد لبعض الكلمات، فيقرأون  كلمة أرض بالنطق أرذ، وتفضل: تفذل، وصحيح: سهيه، وضامن: دامن، وعلى الله: الاالا، وقاعدة: كائده، ومطيع: مـتـى، وهكذا. والضرر الثانى الأكبر أنه إذا استمر العرب يكتبون بالحروف الرومانية سوف ينسون حروفهم وماكُتب بها. وهذا عيب كبير وخسارة كبرى. ووجهة نظرى الخاصة؛ أن الحروف العربية أكثر ملائمة للعرب والسواحيليين أيضا ولكن بشروط أذكرها فى:
1 ـ زيادة بعض الحروف التى تغطى كل منطوقات اللغة السواحيلية (كالحروف التى اكتب بها رسالتى هذه)
2 ـ لابد أن يتعلم أهل الساحل والبر (ممثلا لداخل تنزانيا ) هذه الحروف .
3 ـ ألا يُستبدل النطق العربى الموجود فى اللغة السواحيلية .
4 ـ تعليم الأطفال الحروف الرومانية واللغة الإنجليزية قبل أن يكبروا .
5 ــ استبدال الحروف العربية بالحروف الرومانية فى جميع الكتب المكتوبة بها.
إذا نُفذت هذه الشروط فسيُصبح من الأفضل استخدام الحروف العربية بدلا من الحروف الرومانية . وهذا ماآراه أنا شحصيا .      المخلص : الأمين بن على المزروعى"

هذه رسالة الشيخ الأمين للســـير ألــن، وتظهر فيها النظرة الحيادية فى إبرازه للفوائد والأضرار لكل نوع من الحروف. ولكن باتباع بعض الاضافات البسيطة تصبح الحروف العربية أكثر ملائمة للاصوات السواحيلية وللعرب والسواحيليين على حد سواء.
ورغم انتشار الكتابة السواحيلية بالحروف الرومانية، إلا أن اللغة السواحيلية بالحروف العربية مازالت تُدّرس لطلاب الفرقة الأولى بقسم اللغة السواحيلية، كلية الآداب،  جامعة دار السلام فى تنزانيا.  وكذلك تُدرس لطلاب الفرقة الرابعة بقسم  اللغات الإفريقية، بكلية اللغات والترجمة، جامعة الأزهر فى مصر. وما زال بعض أبناء اللغة السواحيلية يكتبون بها مؤلفاتهم، مثل الشيخ محمد سعيد عبدالله البيض ـ كاتب كينى معاصر ـ على سبيل المثال قصته المنشورة فى كينيا  بعنوان  ( كِجَانَ مويمَ ) أو  Kijana Mwema  ومعناها "الشاب الطيب". وهذا الشيخ مازال يقيم بمدينة ماليندى MALINDI  بكينيا.

ومما سبق من دراسات فى هذا المجال(12)، تبين لنا أن الحروف العربية التى كًتبت بها اللغة السواحيلية عندما نًقلت إلى الحروف الرومانية قد كتابتها بأصوات تختلف فى ملامحها الصوتية عن الأصوات العربية الأصلية كالآتـــى :

- الصوت  / ح / ورمزه الصوتى ( h ) وملامحه الصوتية؛ (احتكاكى، خلفى، مهموس) قد كًتب بالحروف الرومانية بالصوت / h / ورمزه الصوتى ( h )  وملامحـه الصوتية؛  (احتكاكى، مزمارى، مجهور )
- الصوت / خ / ورمزه الصوتى ( x ) وملامحه الصوتية؛ (احتكاكى ،خلفى، مجهور) قد كًتب بالحروف الرومانية بالصوت / h / ورمزه الصوتى (h) وملامحه الصوتية؛ (احتكاكى، مزمارى، مجهور)
- الصوت / ص / ورمزه الصوتى ( s ) وملامحه الصوتية؛ (احتكاكى، مط، مهموس) قد كًتب بالحروف الرومانية بالصوت / s / ورمزه الصوتى ( s ) وملامحه الصوتية؛ (احتكاكى، لثوى، مهموس )
- الصوت / ض / ورمزه الصوتى ( d ) وملامحه الصوتية؛ ( وقفى، مطبق، مجهور ) قد كًتب بالحروف الرومانية بالصوت / dh / ورمزه الصوتى (   ) وملامحه الصوتية؛ (احتكاكى، سنى، مجهور)
- الصوت / ط / ورمزه الصوتى ( t  ) وملامحه الصوتية ؛ ( وقفى ، مطبق ، مهموس) قد كًتب بالحروف الرومانية بالصوت /  t  / ورمزه الصوتى ( t ) وملامحه الصوتية؛ (وقفى، لثوى، مهموس)
- الصوت / ظ / ورمزه الصوتى ( ) وملامحه الصوتية؛ (احتكاكى، مطبق، مجهور) قد كًتب بالحرووف الرومانية بالصوت / dh / ورمزه الصوتى ( ) وملامحه الصوتية؛ (احتكاكى، سنى، مجهور)
- الصوت / ق / ورمزه الصوتى ( q ) وملامحه الصوتية ؛ (وقفى، قصى، مجهور) قد كًتب بالحروف الرومانية بالصوت / k / ورمزه الصوتى ( k ) وملامحه الصوتية؛ (وقفى، خلفى، مهموس)
- الصوت / ع / ورمزه الصوتى (?) وملامحه الصوتية؛ (احتكاكى، مزمارى، مهموس) قد كًتب فى الحروف الرومانية:
- بالصوت / a / ورمزه الصوتى ( a ) وملامحه الصوتية؛ ( حيادى، مفتوح، سفـلى)
- والصوت / e / ورمزه الصوتى ( e ) وملامحه الصوتية؛ (أمامى، مفرود، وسطى)
- والصوت / i / ورمزه الصوتى ( i ) وملامحه الصوتية؛ (أمامى، مفرود، علوى)
- والصوت / o / ورمزه الصوتى ( o ) وملامحه الصوتية؛ (خلفى، مدور، وسطى)
- والصوت / u / ورمزه الصوتى ( u ) وملامحه الصوتية؛ (خلفى، مدور، علوى)
- الصوت العربى المتمثل فى الهاء المربوطة ليس له ما يماثله من الحروف الرومانية مثل:
              عـِبـادَه Ibaada                                            
              مــًدَه                                    Muda

المراجع
(1) محمد إبراهيم محمد أبو عجل ، نظرات فى جهود التبشير فى شرق إفريقيا ، مجلة كلية اللغات والترجمة ــ عدد 19 . القاهرة 1989 ص 10 .
(2) سعيد بن على المغيرى ، جهينة الأخبار فى تاريخ زنجبار، تحقيق عبد المنعم عامر القاهرة 1979 ص ، ط ، ح.
(3) رأفت غنيمى ، دور عمان فى بناء حضارة شرق إفريقيا ، حصاد ندوة الدراسات العمانية ، مجلد 3 ، مسقط 1981 ص 150 151 .
(4) Polome E,. G., Swahili Language Handbook, Center for Applied Linguistics, Washington, USA 1967. P.9 .  
 (5)  محمد إبراهيم محمد أبو عجل ، سبق ذكره ص 11 .
(6) سيد حامد حريز ، المؤثرات العربية فى الثقافة السواحيلية فى شرق إفريقيا ، دار الجيل ، بيروت 1988 ص 93 ، 94 .
 (7) Sayyid Abdallah A. Nasir, Al-Inkishafi The soul,s  awakening , Translated from the Swahili text and Edited by Willim Hichens. Oxford University Press, Nairobi 1972 p.119
 (8)  Justus Strandes , The Portugese in East Africa East Africa Literature Bureau 1961 p.72
     (9) Shihabuddin CH. And Mnyampala M. Historia ya Kiswahili Oxford University Press Nairobi 1977 uk.55.ٍٍ
(10) محمد إبراهيم محمد أبو عجل ، سبق ذكره ص 16 17.
    (11) Abdulazizi M. H., Muyaka 19th Century Swahili Popular Poetry, Kenya Literature Bereau , Nairobi , 1979 p.70.
(12) عبدالحى أحمد محمد سالم، اللغة السواحيلية بالحروف العربية، بحث منشور بمجلة كلية اللغات والترجمة مامعة الأزهر، عدد 27  لعام 1996 م


0 التعليقات:

إرسال تعليق